Monday, February 29, 2016

الامر بالمعروف

الركن السادس من أركان الإسلام.. 

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 

فإن من أهم المهمات وأفضل القربات التناصح والتوجيه إلى الخير والتواصي بالحق والصبر عليه، والتحذير مما يخالفه ويغضب الله عزّ وجلّ ويباعد من رحمته. 

والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منزلته عظيمة، وقد عده العلماء الركن السادس من أركان الإسلام، وقدمه الله عزّ وجلّ على الإيمان كما في قوله تعالى: { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } .

وقدمه الله عزّ وجلّ في سورة التوبة على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة فقال تعالى: { والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم } . 

وفي هذا التقديم إيضاح لعظم شأن هذا الواجب وبيان لأهميته في حياة الأفراد والمجتمعات والشعوب. وبتحقيقه والقيام به تصلح الأمة ويكثر فيها الخير ويضمحل الشر ويقل المنكر. وبإضاعته تكون العواقب والوخيمة والكوارث العظيمة والشرور الكثيرة، وتتفرق الأمة وتقسو القلوب أو تموت، وتظهر الرذائل وتنتشر، ويظهر صوت الباطل، ويفشو المنكر. 


ومن فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما يلي:

أولاً: أنه من مهام وأعمال الرسل عليهم السلام، قال تعالى: { ولقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت }

ثانياً: أنه من صفات المؤمنين كما قال تعالى: { التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين }

على عكس أهل الشر والفساد { المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم نسوا الله فنسيهم إن المنافقين هم الفاسقون } . 

ثالثاً: أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من خصال الصالحين، قال تعالى: { ليسوا سواءً من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون . يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويُسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين } . 

رابعاً: من خيرية هذه الأمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: { كُنتم خير أمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتُؤمنون بالله } .

خامساً: التمكين في الأرض، قال تعالى: { الذين إن مّكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وءاتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبةُ الأمور } .

سادساً: أنه من أسباب النصر، قال تعالى: { ولينصُرَنَّ الله من ينصره إن الله لقويٌ عزيز . الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وءاتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبةُ الأمور } .

سابعاً: عظم فضل القيام به كما قال تعالى: { لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيماً } . وقوله صلى الله عليه وسلم: « من دعا إلى هدى كان له مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً » [رواه مسلم]. 

ثامناً: أنه من أسباب تكفير الذنوب كما قال صلى الله عليه وسلم: « فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره، يكفّرها الصيام والصلاة والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر » [رواه أحمد]. 

تاسعاً: في القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حفظ للضرورات الخمس في الدين والنفس والعقل والنسل والمال. وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الفضائل غير ما ذكرنا. وإذا تُرك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعُطلت رايته؛ ظهر الفساد في البر والبحر وترتب على تركه أمور عظيمة منها: 

1- وقوع الهلاك والعذاب، قال الله عزّ وجلّ: { واتقوا فتنة لا تصيبنّ الذين ظلموا منكم خاصة } . 

وعن حُذيفة رضي الله عنه مرفوعاً: « والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم » [متفق عليه]. 

ولما قالت أم المؤمنين زينب رضي الله عنها: "أنهلك وفينا الصالحون؟" قال لها الرسول صلى الله عليه وسلم: « نعم إذا كثُر الخبث » [رواه البخاري]. 

2- عدم إجابة الدعاء، وقد وردت أحاديث في ذلك منها 
حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعاً: « مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوا فلا يُستجاب لكم »
 [رواه أحمد]. 

3- انتفاء خيرية الأمة، قال صلى الله عليه وسلم: « والله لتأمرنّ بالمعروف ولتنوهن عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطراً ولتقصرنه على الحق قصراً، أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم» [رواه أبو داود]. 

4- تسلُّط الفساق والفجار والكفار ، وتزيين المعاصي، وشيوع المنكر واستمراؤه. 

5- ظهور الجهل، واندثار العلم وتخبط الأمة في ظلمة حالكة لا فجر لها. ويكفي عذاب الله عزّ وجلّ لمن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتسلط الأعداء والمنافقين عليه، وضعف شوكته وقلة هيبته. 

أخي المسلم:

قال العلامة الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله: فلو قُدِّر أن رجلاً يصوم النهار ويقوم الليل ويزهد في الدنيا كلها، وهو مع هذا لا يغضب الله، ولا يتمعَّر وجهه، ولا يحمر، فلا يأمر بالمعروف، ولا ينهى عن المنكر، فهذا الرجل من أبغض الناس عند الله، وأقلهم ديناً، وأصحاب الكبائر أحسن عند الله منه. 

الرابط للموضوع:
من موقع اسلام واي
http://al2amr-ma3rouf.blogspot.com/2016/02/blog-post.html

فضل الامر بالمعروف والنهي عن المنكر



فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر


رابط الموضوع:
http://al2amr-ma3rouf.blogspot.com/2016/02/blog-post.html

لقد تضافرت أدلة الكتاب والسنة على عُلُوِّ شأن وعِظَم منزلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى عدَّه بعض العلماء سادسَ أركان الإسلام، ومن ذلك:


- تحقيق الخيرية للأمة

(كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)
[آل عمران:110] 
فبغير الأمر بالمعروف لا تستوفي الأمة أركان الخيرية.


- من الصفات الأساسية للمؤمنين:
 
(التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ)
[التوبة:112]

(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ)
[التوبة:71].


- من أعظم مهام الرسل والدعاة ومن قام مقامهم:
 فقد جاء في وصف النبي صلى الله عليه وسلم: (يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ)
[الأعراف:157].


- من صفات الصالحين على مر العصور والدهور:

(لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ * يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ)
[آل عمران:113، 114].



- تكفير للسيئات ورفعة في الدرجات:
 ففي الحديث: 
"فتنة الرجل في أهله وماله وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر".
 [البخاري].
 وقد قال أيضًا: "وأمرٌ بالمعروف صدقة، ونهيٌ عن المنكر صدقة".
 [مسلم].


- ومما يدل على شرف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبايع أصحابه على القيام به:  
"تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، والنفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في الله لا تخافوا في الله لومة لائم، وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم؛ ولكم الجنة".
[صححه الألباني على شرط مسلم].

- أنه أحد الأشراط المهمة للنصر والتمكين:
قال الله تعالى:(الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ)
[الحج:41]. 

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنكم منصورون ومصيبون ومفتوح لكم؛ فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله وليأمر بالمعروف ولينهَ عن المنكر".
[الترمذي وصححه الألباني].


- طريق الفلاح:

قال الله تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)
 (آل عمران:104)



وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده؛ فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه؛ وذلك أضعف الإيمان". 

وبيَّن أن من حق الطريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
 "فإن أبيتم إلا المجالس؛ فأعطوا الطريق حقها. قالوا: وما حق الطريق؟ قال: "غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر".
[البخاري].


الآثار المترتبة على ترك هذه الفريضة

 
من الأمور التي لا مراء فيها أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا فشا في الأمة وارتفعت راياته تميزت السنة من البدعة، وعرف الحلال من الحرام، وأدرك الناس الواجب والمسنون، والمباح والمكروه، ونشأت الناشئة على المعروف وأَلِفَته، وابتعدت عن المنكر واشمأزت منه، ونُكِّست رايات النفاق، وانزوى أهل الباطل.
والعكس بالعكس: إذا ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعُطِّلت هذه الشعيرة؛ فويلٌ يومئذ للفضيلة من الرذيلة، وويلٌ لأهل الحق من المبطلين، وويلٌ لأهل الصلاح من سفه الجاهلين وتطاول الفاسقين.


- ترك الأمر بالمعروف من صفات المنافقين:

قال تعالى: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ)
[التوبة:67].

- عموم العقاب: 
إن فشو المنكرات وكثرة الخبث لمنذر بعموم العقاب: 
لما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم: أنهلك وفينا الصالحون قال:" نعم، إذا كثر الخبث". 
وقال:"ما من قومٍ يُعمل فيهم بالمعاصي هم أكثر وأعز ممن يعمل بها ثم لا يغيرونه؛ إلا يوشك أن يعمهم الله بعقاب".
 [حسنه الألباني في الصحيحة].


- إن شيوع المنكرات يطفئ جذوة الإيمان؛ فتموت الغيرة على الحرمات، وتسود الفوضى، وتنتشر الجريمة، ويحيق بالقوم مكر الله: 
"والذي نفسي بيده لتأمرنَّ بالمعروف، ولتنهونَّ عن المنكر، أو ليُوشكنَّ الله أن يبعث عليكم عقابًا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم".
[الترمذي. وقال: هذا حديث حسن، وحسنه الألباني].


- اللعن والإبعاد من رحمة الله: ***
(لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)[المائدة:78، 79]
5- **الغرق في أوحال الفاحشة والرذيلة والعقوبة:***
"مثل القائم على حدود الله والواقع فيها؛ كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا". (البخاري)
وفي قصة أصحاب القرية المذكورة في سورة الأعراف خير شاهد على هذه الحقيقة.
وبالجملة؛ فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صمام الأمان للأفراد والمجتمعات، كما قال سفيان رحمه الله: "إذا أمرت بالمعروف شددت ظهر المؤمن، وإذا نهيت عن المنكر، أرغمت أنف المنافق". وإن ترك هذه الشعيرة ضياع للأفراد والمجتمعات. نسأل الله تعالى أن يحفظ بلاد المسلمين من كل سوء.


من مقالة اسلام ويب:

http://articles.islamweb.net/media/index.php?page=article&lang=A&id=57812